الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

ورقه عمل اثارة الدافعية


اثارة الدافعية
 
لا يوجد سلوك ينشأ ولا يستمر بدون وجود ولو حد أدنى من الدافعية.داخلي خارجي
فالدافعية هي كل ما يعمل على استثارة السلوك وتوجيهه واستمراريته نحو هدف من اجل تحقيق التوازن البيولوجي النفســـي فمثلاً:
عندما نمتنع عن الطعام لفترة طويلة، يحدث خلل في توازن الجسم نتيجة نقص الطاقة ينشأ عنه دافع الجوع ويصبح ملحاً بحيث يحفز لدينا سلوك البحث عن الطعام ويوجهنا الى المكان الذي نجد فيه الطعام، ويبــــــقي السلوك مستمراً الى ان يتحقق الهدف وتعود حالة التوازن للجسم.
فالدافع مثل المحرك في الآلة هو الاساس وراء كل سلوكاتنا ومن بينهـا ”الدافعية للتعلم
كلنا تعاملنا مع عدد كبير من المعلمين في مختلف مراحلنا الدراسية وكونا اتجاهات ايجابية او سلبية نحو المعلم او نحو الصف او نحو المــــــــــادة الدراسية فبعض المواد نكون متشوقين لها وبعض المواد الاخرى نشعر بالملل وننتظر بفارغ الصبر انتهاء هذه الحصة.(ما الذي جعلنا نشعر بهذه الانفعالات المختلفة)؟
لا شك ان المعلم هو الاساس وله الدور الاكبر في ذلك، (فاثارة الدافعية ) هي واحدة من استراتيجيات التعلـم والتعليم التــــي يمارسها المعلم في الغرفة الصفية بل ربما تكون هي من اهم هذه الاستراتيجيات واصعبها تطبيقا ، فالطلبة ياتون الى المؤسسة التعليمية بمستويات مختلفة من الدافعية ( مرتفعة ، متوسطه، ومنخفضة) ولا يوجد هناك وصفة سحرية لاثارة دافعية الطلبة للتعلم، لذلك فاثارة دافعية الطلبة بحاجة لمهارة وفن من قبل المعلم . لهذا احتلت الدافعية مكانة واهتمام من قبل العديد من العاملين في العملية التربوية من مدرسين ومرشدين وتربويين وكل من لهم صلة بالعملية التعليمية – التعلمية.والواقع ان اثارة الدافعية لدى الطلبة هي من المعضلات التي تواجه كل من المعلمين المبتدئين والمتمرسين على حد سواء ، ففي دراسة قام بها فانمان(Veenman,1984)

تناول فيها مراجعة اكثر من 83 دراسة تتعلق بالمعلمين المبتدئين شملت 9 دول مختلفة ، وجد ان الدافعية واثارتها عند الطلبة اعطيت المرتبة الاولى كاحد المشكلات المتعلقة بادارة المعلم للصف، ولكون الدافعية تعتبر واحدة من القضايا الحاسمة بالنسبة للتعلم ولكون هناك علاقة ايجابية قوية بين الدافعية والتحصيل ، وتكوين اتجاهات ايجابية نحو المؤسسة التعليمية ، وفي تحريك سلوك الطالب وتوجيههه وادامة نشاطه، لاقت الدافعية اهتماماً كبيراً من المهتمين في مجال علم النفس بشكل عام، وعلم نفس الدوافع بشكل خاص، حيث تناولت جميع نظريات علم النفس الرئيسة مفهوم الدافعية ودورها في تحريك السلوك وتوجيهه وبناء الشخصية وما تلعبه من دور رئيسي في عملية التعلم والتعليم
لذا سنحاول في هذه الورقة تسليط الضوء على ما هية دافعية التعلم وكيفية اثارتها لدى المتعلم وجعل الطلبة يقبلون على التعلم وهم متشوقون وينخرطون بحماس في نشاطات التعلم ويحققون مستويات انجاز كبيرة.



مفهوم الدافعية :-
هي حالة داخلية في الفرد تستثير سلوكه وتعمل على استمرار هذا السلوك وتوجيهه نحو هدف معين ، وهي ضرورة أساسية لحدوث التعلم , وبدونها لا يحدث التعلم فهي تعمل على:
1)
تنشيط السلوك
2)
توجيه السلوك
3)
تثبيت أو تعديل السلوك .
واستثارة هذا الدافع لدى المتعلم مسئولية الأسرة والمعلمين  والمجتمع بمختلف مؤسساته.

علاقة الدافعية بالسلوك:
السلوك هو محصلة لكل من الدافعية والقدرة والظروف أي أن
السلوك= الدافعية ×القدرة×الظروف
بمعنى أنه حتى لو توافرت قدرات عالية للمتعلمين ، وكانت ظروف التعلم مواتية لهم ، لن يؤثر ذلك  على السلوك ما لم يتوافر قدر من الدافعية.

أنواع الدافعية:
يوجد نوعان من الدافعية للتعلم بحسب مصدر استثارتها : هما الدوافع الخارجية والدوافع الداخلية.

الدافعية الخارجية:

هي التي يكون مصدرها خارجياً كالمعلم، أو إدارة المدرسة، أو أولياء الأمور، أو الأقران .
فقد يُقبِل المتعلم على التعلم إ رضاء للمعلم أو الوالدين أو إدارة المدرسة) وكسب حبهم  وتشجيعهم وتقديرهم لإنجازاته أو للحصول على تشجيع مادي أو معنوي منهم .
 
و يكون الأقران مصدراً لهذه الدافعية فيما يبدونه من إعجاب  لزميلهم.

أما الدافعية الداخلية:

فهي التي يكون مصدرها المتعلم نفسه، حيث يُقدِم على التعلم مدفوعاً برغبة داخلية لإرضاء ذاته، وسعياً وراء الشعور بمتعة التعلم، وكسب المعارف والمهارات التي يحبها ويميل إليها لما لها من أهمية بالنسبة له  .
ولذا تعتبر الدافعية الداخلية شرطا  أساسياً للتعلم الذاتي والتعلم المستمر
ومن المهم نقل دافعية التعلم من المستوى الخارجي إلى المستوى الداخلي، و تعليم المتعلم كيف يتعلم, ليكون بمقدوره الاستمرار في التعلم الذاتي في المجالات التي تطورت لديه الاهتمامات والميول نحوها، مما يدفعه إلى مواصلة التعلم فيها مدى الحياة .
ما سبق يعني أن البداية في استثارة الدافعية تكون ذات مصدر خارجي، ومع التقدم في العمر والمرحلة الدراسية، وتبلور الاهتمامات والميول، يمكن للمتعلم أن ينتقل إلى المستوى الذي تكون فيه الدافعية للتعلم داخلية . فالدافعية الخارجية تبقى ما دامت الحوافز موجودة، أما الداخلية فتدوم مع الفرد مدى حياته إن شاء الله




أهمية الدافعيه:

1- فهمها يساعد في فهم حقائق السلوك الأنساني

2- فهم الفروق الفرديه بين الأفراد

3- تفسير أسباب سلوكيات الأفراد في بعض المواقف

4- تفسير عملية تعزيز السلوك وإثباته

5- تحديد أسباب الدوافع وأهدافها

 

 



طرق اثارة دافعية الطلبة للتعلم استناداً الى مفاهيم وافكار نظريات علم النفس والدوافع الرئيسة

1-
النظرية السلوكية : التعزيزالعقاب
2-
النظرية المعرفية :معالجة المعلومات التذكر
الفاعلية الذاتية ،التعزيز الذاتي، التعلم الذاتي
عزو النجاح والفشل
3-
النظرية الانسانية: حاجات الطالب
الحاجات الفسيولوجية
الحاجة الى الامن
الحاجة الى الحب والانتماء
الحاجة الى تقدير الذات
الحاجة الى تحقيق الذات
4-
النظرية الاجتماعية :النمذجة التقليد



ما هي المهمات الملقاة على المعلم لاستثارة دافعية الطلاب للتعلم الفعّال؟

1. أهمية توضيح المعلم سبب الثواب أو المكافأة وأن يربطها بالاستجابة.

2. أهمية تنويع المعلم في أساليب الثواب.

3. أن يتناسب الثواب مع نوعية السلوك، فلا يجوز أن يعطي المعلم لسلوك عادي ثواباً

ممتازاً وأن يعطي في الوقت ذاته الثواب نفسه لسلوك متميز.

4. أن يقترن العقاب مع السلوك غير المستحب.

5. أن لا تأخذ العقوبة شكل التجريح والإهانة، بل يجب أن يكون فيها تعليماً وتهذيباً.

6. التركيز على الربط بين الجهد والإنجاز.

7. استثارة اهتمامات الطلبة وتوجيهها.

8. استثارة حاجات الطلاب للإنجاز والنجاح.

9. تمكين الطلاب من صياغة أهدافهم وتحقيقها.

10. توفير مناخ تعليمي غير مثير للقلق.

11. أعط اهتماماً للطلبة الذين يشعرون بأنهم لا ينتمون، وتدخل في أمورهم بشكل بناء.

12. كن واعياً لتأثير التعزيز على الدافعية ومعرفة مع أي الطلبة يعمل التعزيز بشكل أفضل ومتى؟

ومن هنا فإن معرفة المعلم وقدرته على استثارة دافعية الطلاب الداخلية والخارجية، كحد يضمن تفاعلاً أكثر بين المعلم والطالب، وبين المعلم والمادة، والطالب وزميله والطالب، والمكان، من هنا نلاحظ أن المناخ العاطفي والاجتماعي الذي يسوده تفاعلاً لفظياً وغير لفظي وكذلك استثارة الدافعية، تؤدي إلى نسبة تعلم عالية وتعلم حقيقي داخل غرفة الصف (القضاه والترتوري، 2007)

 

تنمية الدافعية للتعلم :

يتحقق ذلك بأربعة سبل
· أربط المادة الدراسية بحاضر الطلاب وحاجاتهم المستقبلية .
· ركز على ميول الطلاب واهتماماتهم .
· وصل للطلاب إيمانناً واعتقادنا أنهم يريدون أن يتعلموا .
· ركز انتباه الطلاب على أهداف التعلم أكثر من التركيز على أهداف الأداء .

 

من العرض السابق نستخلص بعض النقاط الهامة في تنمية الدافعية نحو التعلم كمايلي :
• المعلم الناجح هو الذي يبذل جهده في فهم دوافع المتعلمين حتى يتمكن من تحقيق أكبر قدر من التعلم الهادف بين المتعلمين ، كذلك قدرته على ملاحظة سلوك المتعلمين ودوافع ذلك ، وهذا يساعده على خفض التوتر الذي يشعر به المتعلم مما يدفع عملية التحصيل واكتساب السلوك على نحوٍ سواء .
• الاهتمام بالفروق الفردية بين الطلاب .
• أهمية الحوافز المادية والمعنوية في تثبيت التعلم ونمائه .
• تنويع الحوافز من قبل المدرسة والأسرة بسبب اختلاف مستويات الدافعية عند المتعلمين.
• تحقيق ميول المتعلمين نحو نشاط معين واستخدام المنافسة – بقدر مناسب بينهم – ، فالميول تعتبر من الأمور الهامة التي تستخدم لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية .
• الاهتمام بتشجيع الأبناء على الإنجاز وعلى التدريب والممارسة على الاستقلالية والاعتماد على الذات .
• تقنين الثواب والعقاب داخل الأسرة والمدرسة إذ أن ذلك يؤثر على دافعية التعلم إيجابياً وسلبياً (تقدير الموقف ) .
• عدم لجوء المعلمين والآباء لأسلوب المقارنة بين المتعلمين خاصة الإخوة منهم .
• لا يكون الدافع نحو التعلم ( الطموح ) أكبر من قدرات وإمكانيات المتعلم حتى لا يصاب بالفشل.
• عدم التدخل بشكل مباشر بفرض نوع التعلم ومستواه على الطالب كالتخصص بالمرحلة الجامعية.


المراجع:

https://sites.google.com/site/modernteachingstrategies/motivation-towards-learning
http://www.khayma.com/yousry/Motivation%20Lec%202001-2002.htm
د. احمد ماهر، السلوك التنظيمي مدخل بناء المهارات 2002م-2003م

 د. طارق السويدان، أ. فيصل باشراحيل، صناعة القائد الطبعة الأولى 1423هـ
أستاذ المناهج وطرق التتدريس ( حسن جعفر الخليفه )



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق